فلسطين أون لاين

تقرير مزارعو غزَّة يطلقون نداء استغاثة لإنقاذ الزِّراعة والأمن الغذائيِّ

...
صورة تعبيرية
غزة/ رامي رمانة:

يطالب المزارعون والخبراء الزراعيون في قطاع غزة المؤسسات الرسمية والدولية بإطلاق خطة إنقاذ وطنية عاجلة لإعادة تأهيل القطاع الزراعي، الذي يمرّ بواحدة من أسوأ مراحله منذ عقود، بعد أن طال الدمار البنية التحتية الزراعية والحيوانية والسمكية من جراء الحرب الأخيرة.

ويؤكد المزارعون أن إعادة بناء شبكات الري والدفيئات الزراعية، وتوفير مدخلات الإنتاج الأساسية من أسمدة وبذور وأعلاف بأسعار مدعومة، وتعويض المتضررين، باتت خطوات لا تحتمل التأجيل إذا ما أُريد الحفاظ على ما تبقّى من مقومات الأمن الغذائي في غزة.

تسببت الحرب بتجريف آلاف الدونمات الزراعية وتدمير مئات البيوت البلاستيكية وشبكات الري، إلى جانب نفوق آلاف رؤوس المواشي والدواجن بسبب نقص الأعلاف والأدوية. وتشير التقديرات الأولية إلى أن المزارعين فقدوا أكثر من نصف إنتاجهم السنوي، بينما تعرّضت الثروة الحيوانية لانهيار شبه كامل، ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر.

وقال المزارع سعيد النباهين إنه فقد محاصيل الخضروات والبنية التحتية لمزرعته بالكامل، مؤكداً أن الخسارة لم تعد مادية فحسب، بل تهديداً حقيقياً لاستمرارهم في الأرض. وأضاف أن المزارعين يواجهون أوضاعاً مأساوية في ظل غياب الدعم وانقطاع سلاسل الإمداد، داعياً الجمعيات الزراعية والمنظمات الدولية إلى تقديم مساعدات عاجلة لإعادة تشغيل الدورة الزراعية.

من جانبه، قال عبد القادر الخالدي، أحد مربي الماشية في غزة، إنه فقد نحو 90% من ثروته الحيوانية من أبقار وأغنام، إمّا بالقصف المباشر أو نفوقاً بسبب نقص الأعلاف والأدوية. وأوضح أنه خسر مصدر رزقه الوحيد وأصبح جزءاً من دائرة الجوع التي تعصف بالقطاع، مشيراً إلى أن مربّي الثروة الحيوانية يعيشون كارثة حقيقية نتيجة توقف الإمدادات وغياب الرعاية البيطرية، ما أدى إلى تراجع الإنتاج وانعدام الدخل.

أما الخبير الزراعي نزار الوحيدي، فاعتبر أن قطاع الإنتاج الزراعي في غزة يمرّ بمرحلة بالغة الصعوبة، داعياً إلى إسناد القطاع الحيوي وخاصة الزراعة وصيد الأسماك من خلال دعم مباشر ومستدام. وأوضح أن الاعتماد الكامل على المساعدات والواردات لا يشكّل حلاً دائماً للأزمات الاقتصادية والمعيشية، مؤكداً أن تعزيز الإنتاج المحلي هو السبيل الأنجع لتحقيق الأمن الغذائي وتقليل نسب البطالة وتعزيز صمود المزارعين.

وأشار الوحيدي إلى أن قطاعي الدواجن والزراعات المحمية (الدفيئات) يعانيان من فجوة إنتاجية كبيرة ونقص حاد في مستلزمات الإنتاج، مؤكداً أن توفير جزء من هذه المستلزمات كفيل بإحداث تحسّن ملموس وإعادة النشاط للقطاع الزراعي.

وشدّد الوحيدي على أن ما يحتاجه القطاع الزراعي في غزة ليس مجرد مساعدات مؤقتة، بل خطة استراتيجية متكاملة لإعادة الإعمار الزراعي تشمل إعادة بناء البنية التحتية كشبكات الري والدفيئات والطرق الزراعية، وتوفير مدخلات الإنتاج بأسعار مدعومة، وتعويض المزارعين ومربي المواشي عن خسائرهم، وفتح الأسواق أمام المنتجات المحلية وتشجيع التصدير، إلى جانب دعم مالي وفني من المؤسسات الدولية لإطلاق مشاريع مستدامة تحافظ على الأمن الغذائي.

ويختتم الوحيدي بالتأكيد أن إنقاذ الزراعة في غزة لم يعد خياراً بل ضرورة وطنية وإنسانية، لأن بقاء هذا القطاع حيّاً يعني بقاء غزة قادرة على الصمود والاكتفاء الذاتي رغم الحصار والدمار.

المصدر / فلسطين أون لاين